مرحلة الشباب
قال الشاعر يوماً:
نحنُ الشـبابْ لنا الغـدُ
ومجدُهُ المُخَلَّدُ
نحنُ الشبابْ شعارُنا على الزّمَنْ
عاشَ الوطنْ عاشَ الوطنْ
بِعنا لهُ يومَ المحَنْ
أرواحَنا بِلا ثمنْ
تتعدّد المراحل العمريّة التي يمرّ فيها الإنسان، وإحداها مرحلة الشباب التي يشهد فيها الإنسان قمّة عطائه، ونضارته، وصحّته، وتوهّجه، فهي أجمل المراحل العمرية للإنسان، كيف لا وهو فيها وافي الصحة، كامل العافية، يستطيع أن يقوم بكلّ ما يرغب فيه من نشاطات، مِن تعلّم، وهوايات، وسفر، وتجوال، فالشباب نعمة الله على الإنسان التي يجب عليها أن يشكره عليها، ويستغلّها أفضل استغلال.
دور الشباب في بناء الوطن
تقوم الأوطان على كواهل شبابها، فهم حاضره ومستقبله، وبسواعدهم تُبنى وتقوم الحضارات، فهم عماد هذا البيت العزيز، وعاموده الأساسي، وهم من يساهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه، كما أنّهم صنّاع القرارات؛ وهم الأيادي العاملة اللازمة لبنائه وإنعاشه، وتحريك عجلة الاقتصاد فيه، وهم بذرة المشاريع المجتعيّة التي ستنهض فيه وتُعلي من مستواه، يُضاف إلى ذلك كونهم بوصلة الثقافة والتغذية الفكرية، إنّهم الدم الذي يجري في عروق هذا الوطن فيحركه لينهض بين الأمم، فبالشباب تتباهى أوطاننا في محافل العلم وساحات التطور والابتكار، وبإرادتهم وعزمهم يُقضى على بؤر الفساد ويحلّ الصلاح، لا سيما إن أُنشئ هذا الشباب على المبادئ والقيم الحميدة، فدور الشباب في المجتمعات هو دور المحرّك في أيّ آلة لا تقوم إلّا به.
واجب الدولة تجاه الشباب
يقع على عاتق الدول مسؤولية عظمى في جمع طاقات الشباب وتسخيرها لخدمة المجتمعات لا خرابها، فمرحلة الشباب مرحلة دقيقة يجب التعامل معها بحساسية وحذر شديدين، وذلك أنّ الشباب خلالها يحتاجون إلى الدعم، والتفاهم، والاحتواء ليقدّموا أفضل ما لديهم بشكل إيجابي، ومن هذا المنطلق يعتبر هذا هو دور المجتمع الرئيسي تجاه الشباب بما يوفرّه لهم من دورات توعويّة لتوجيههم، ومرافق ترفيهية تضمن عدم هدر طاقاتهم، ومبادرات شبابية تمتص طاقاتهم وتحوّلها لأعمال نافعة، بالإضافة إلى ما يقع على عاتق الأهل من غرس مبادئ الخير والصلاح في نفوسهم منذ الصغر، فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلّا ظله: إمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله)، وفي ذلك خير دليل على أهمية التنشئة الحسنة، والتربية الممنهجة والسليمة التي يُراعى فيها منح هؤلاء الشباب حريّة مقيّدة تسمح لهم بالتعبير عن انفسهم دون فوضى وانفلات.
الخاتمة
إنّ الشباب نعمة من الله تعالى يهبها للإنسان فترة معيّنة من الزمن، فهي ليست دائمة، وهو الأمر الذي يدفع الفرد للتفكير في كيفية قضائها بما هو نافع له ولأهله، ومجتمعه، فبقوة الشباب واستقامتهم تُبنى المجتمعات والحضارات، وتُحقق الاهداف، وتعلو رايات الامم.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن العلم والعمل، موضوع تعبير عن الوقت
